أخيرا وبعد عقوة من الكبت والتزوير أصبح هناك انتخابات
فى مصر وأصبح للمصريين قيمة ووزن يتمثلان فى صوتهم الانتخابى الذى يعطونه لمن
يرونه مناسبا ، لكن الأهم أنهم اثبتوا للعالم انهم على درجة من الوعى والرقى
لايحدها حدود سواء من حيث الاصرار على المشاركة او الانتظام فى الطابور خارج
اللجان وعدم بيع اصواتهم بالمال او المنتجات الاستهلاكية التى يحتاجون اليها فى
رسالة أنهم يريدون رسم مستقبلهم عن طريق اختيار ممثليهم
الاثنين، ٢٦ ديسمبر ٢٠١١
السبت، ٣ ديسمبر ٢٠١١
الأحد، ٢٠ نوفمبر ٢٠١١
التحرير.... كلاكيت تانى مرة
لم أستطع أن اتمالك نفسى حين رأيت أفراد الأمن يقتحمون
الميدان ويضربون من فيه ويفضونه بالقوة ممن ارادوا الاعتصام فيه عقب مليونية وثيقة
السلمى ، وقتها كنت حائرا وملهوفا على هذه الممارسات ثم تطورت فأصبح هناك دم يسال
، وأرواح تسقط وخيرة شباب مصر ممن كانوا معتصمين او ممن هبَّ للدفاع عنهم من
المحيطين بهم سكنيا ، أثار هذا المشهد الكثير من الشعب المصرى كما اثارنى وأحرق
قلبى فقامت شرائح عمرية كثيرة بالذهاب للتحرير ومقاومة الشرطة مرة أخرى ونظرية
الصدام والصدام المضاد الذى يعد خطرا على مصر كلها فى هذه المرحلة الدقيقة التى
تمر بها مصر ، ولكن ظهرت حالة من الاستقطاب المتعمد لبعض القوى السياسية للنزول
للميدان بدافع مساعدة هؤلاء المظلومون واستمرار المشاركة فى الثورة ، ولكن بعض هذه
القوى امتنعت عن النزول للميدان لأنها رأت أن هذه مؤامرة تحاك بمصر لتأخير عبورها
نحو الأمان والمستقبل الأفضل لأن عند نزولهم ستتأجل الانتخابات لأن الوضع غير
مستقر ونصبح فى وضع استثنائى لا يسمح بإجراء أى انتخابات وبالتالى نعود للمربع صفروهذا
هو المطلوب فى محاولة لمنع تيارمعين من خوض الانتخابات لأنه شهد اكتساحا بجميع
النقابات التى شارك فيها ولعل أهم مبررات
هذا التوجه كما يلى :
1- عدم تدخل القوات
المسلحة بأى شكل من الأشكال رغم قدرتها على ذلك وذلك يوحى بأن ثمة شىء ينتظرون
حدوثه حتى تكتمل الصورة التى يردها المجلس العسكرى .
2- الاقتحام الغير مبرر من
الشرطة للمعتصمين وبدون اية اسباب .
3- صمت رئيس الوزراء عن
هذه الجريمة .
4- وجود أفراد يحملون
قنابل المولوتوف مصرين على اقتحام وزارة الداخلية رغم كافة الاقتراحات بتكوين دروع
بشرية من رموز مصر السياسية .
5- وجود مسدسات خرطوش مع
بعض الأفراد بين المتظاهرين ممن كانوا بشارع محمد محمود . فمن هم ؟؟ وماذا يريدون
؟؟ ولمصلحة من هذه الممارسات رغم تبرئة ميدان التحرير من هذه الافعال ( المتظاهرون
أصحاب الحقوق ) .
6- عدم الاساءة إلا لهذا
الفصيل بالرغم من عدم نزول الدكتور البرادعى ايضا الا بعد اسبوع من الاحداث مما
يؤكد انها مؤامرة لتفويت الفرصة على هذا الفصيل المخلص والتفكير لطرق أخرى لعرقلة
وصوله للبرلمان .
ومع اصرار هذا الفصيل على عدم النزول للميدان والضغط على
المجلس العسكرى لحل الأزمة بصفته مديرا لشئون البلاد والمسئول الأول عن أمنها اضطر
المجلس العسكرى على اجراء الانتخابات فى وقتها بما يعد على غير هوى أصحاب المؤامرة
ممن يسمونهم (الأيادى الخفية) والانصياع لجميع المطالب التى اعلنها امتظاهرون
بالميدان وتم تفويت الفرصة عليهم وإن شاء الله ستعبر مصر وتخرج من هذه المرحلة
الصعبة إلى مزيد من التقدم والرقى.
الخميس، ١٧ نوفمبر ٢٠١١
وثيقة السلمى
لما كانت حكومة الثورة قد خرجت من الميدان على اكتاف
الثوار متمثلة فى رئيسها الدكتور عصام شرف كنت اشعر ان الخطوة الأول تحققت وجارى
السير على نفس الخطوات فى نفس الطريق ، ولكن بعد وقت قليل خرج علينا الدكتور على
السلمى بمجموعة من المبادىء والتى سماها (الحاكمة للدستور – الفوق دستورية ) فضلا
عن كونها ملزمة للجنة التى سيتم تشكيلها من البرلمان القادم لوضع دستور دائم
للبلاد ، وأثارت هذه الوثيقة الكثير من الاحتجاجات وحالات الرفض الواضح لهذه
الوثيقة وذلك فى رأييى لسببين :
أولهما : أنها ملزمة للجنة وضع الدستور وهذا يفقدها
استقلاليتها ،
ثانيهما : أنها تحتوى على بعض البنود التى تعطى خصوصية
لبعض مؤسسات الدولة وبالتحديد الجيش والقضاء .
فضلا عن اسمها ويعد فى ذاته انتهاكا صارخا حيث تعرف
الشعوب بنودا أعلى من الدستور فالدستور فى قمة الهرم التشريعى كما هو معلوم للعالم
.
ولعل المدهش والغريب ايضا فى هذه الوثيقة أنه بالرغم من
رفض القوى السياسية لها من حيث المبدأ إلا أن الدكتور على السلمى والدكتور عصام
شرف بصفتهما مصرون على طرحها للنقاش ولا ننسى هنا الصمت المريب من المجلس العسكرى تجاه هذه الوثيقة أو هذه الحالة العامة ، هنا
وصلنا للنقطة التى يجب أن يقف عندها كلا من رئيس الوزراء ونائبه والمجلس العسكرى
من اصرار القوى السياسية المختلفة على التصعيد لسحب الوثيقة والغائها وتهديدها
بالنزول للميدان لإعلان الرفض والضغط عليهم وحشد الملايين للنزول حتى يكون هناك
رفضا شعبيا للوثيقة .
الخميس، ١٠ نوفمبر ٢٠١١
ميدان التحرير
لا يخفى على أحد أن ميدان التحرير أصبح رمزا وملتقى لكل من له حقوق سُلبت منه وأصبح قوة لا يستهان بها ومحل اعتبار وتفكير لأي نظام سيأتي للحكم في مصر، ولعل مصدر قوته هذه أنه أسقط النظام المستبد الذي لم يحلم أحد أنه سيأتي اليوم الذي يترك فيه هذا النظام البلاد ونستعيد خيرها المنهوب وحقها المسلوب ، ولما كانت هذه قيمة التحرير فكان يرى بعض شباب مصر أن التحرير لابد وألا يخلو من الثوار حتى تتحقق كل مطالب الثورة المصرية البيضاء ، بما يشمل ذلك من اعتصامات ومظاهرات وأيضا المليونيات ، لكن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن التحرير لابد وأن يبقى له بريقه ولمعانه وقوته التي تشعر صاحب القرار أنه مهدد بالزوال إذا أصر على الخطأ والتجاوز ، لهذا كانت بعض التيارات السياسية لا تفضل النزول المستمر للتحرير إلا في القضايا الكبرى والمصيرية والتي محل إتفاق وتوافق بين القوى السياسية المصرية المختلفة ، أما إذا كان النزول للتحرير سيصبح أمرا مألوفا فهذا يفقده قوته وتأثيره أيضا ، مما أصاب بعض المواطنين بالضجر من هذه المليونيات المستمرة والاعتصامات التي لا تزال موجودة بالميدان سواء من دافع الاستقرار أو دفع عجلة الإنتاج أو الهدوء لإلتقاط الأنفاس ، كل هذه المبررات كفيله لأصحاب هذا الرأي أن يشعروا بالخوف من القادم المجهول إذا استمر الوضع على ما هو عليه في التحرير ، لكن سواء الرأي الأول أو الثاني فلكل منهما احترامه ولكن لاينبغى لأصحاب أيهما أن يعيب على الآخر أنه لم يسمع له أو يفعل مثله وهذا هو جوهر الديمقراطية الحقيقية .
الأحد، ١ مايو ٢٠١١
اعتذار واجب
متأسف يا جماعة على التأخير الغير مقصود فى نشر التدوينات، وذلك كون الواجبات أكثر من الأوقات فى الفترة الأخيرة ..ولكن إن شاء الله سأعود إليكم أستلهم منكم وأقرأ لكم وأستفيد منكم ........ معاً لنهضة مصر
الخميس، ٣١ مارس ٢٠١١
الأربعاء، ٢٣ مارس ٢٠١١
معنى الديمقراطية
وظهرت نتيجة الإستفتاء والتى أعلنت موافقة الشعب على هذه التعديلات ولكن هنا فيه كلام لازم يتقال، إزاى انا عايز ديمقراطية وأنا مش موافق على نتيجة الإستفتاء ؟ أنا ليا وجهة نظر صحيحة بكل المقاييس ولكن الشعب إختار وجهة النظر الأخرى التى أراها خاطئة ، المفروض إن رأيى انتهى بمجرد إعلان النتيجة وأصبح رأيى هو رأى الأغلبية ، وأى ممارسات أحاول أن اظهر بها اعتراضى على هذه التعديلات فهى ضد الديمقراطية ، ده غير إتهام من خالفونى فى الرأى بأنهم أغبياء أو مش فاهمين ، فالديمقراطية يا أحبابى هى رأى الأغلبية وليس الأفضلية ، مع إعترافى ببعض التجاوزات الصغيرة التى لا تؤثر على نزاهة الإستفتاء ، ولكن دعونا نبنى هذا الوطن ولا نسمح لمن يحاولون هدمه بالنجاح ، عايزين روح التحرير تفضل موجودة بيننا فى التعامل والممارسات ، عايزنها فى الفن والإعلام والسياسة والإقتصاد ،لأن الإجماع على شىء معين ضد الفطرة فحتى الآن هناك من لا يعبد الله وحده إنكارأً لوجوده ( والعياذ بالله ) ، فكيف بغستفتاء دنيوى لا يمكن أن يتعدى كونه خطوة صغيرة بس مهمة فى سبيل تحقيق مصر النهضة والتقدم ، هيا بنا ننسى الأيدلوجيات والأفكار الشخصية والحزبية على الأقل فى هذه الفترة ، أما بعد استقرار الوطن فليعمل كل منا بفكرته التى يراها صحيحة ولكن فى إطار من الحب والإخاء والسلام والتنافسية .
هذه هى روح التحرير ...هذه هى روح المصريين على مدار تاريخهم
يلا نعمر مصر
الخميس، ١٧ مارس ٢٠١١
الخميس، ١٠ مارس ٢٠١١
ما بين( نعم ..... ولا)
هناك اختلافات فى الآراء حول مستقبل هذه التعديلات فبين مؤيد لــ
( نعم ) وآخر مؤيد لـ (لا) يظل الجدال قائما والسؤال المهم مطروحا : أى الخيارين سيحقق المصلحة العامة ويأذن بمستقبل ديمقراطى ودستورى؟؟ ، فمن يقول ( نعم ) يرى أن هذه التعديلات مهمة فى الوقت الحالى حتى لا نتفاجأ بفراغ دستورى وفوضى ، واستمرار المجلس العسكرى فى حكم البلاد أكثر من المدة المحددة له ، أيضا لأنها تصل بنا إلى الإستقرار وإجراء الإنتخابات فى موعدها والإسراع فى وضع دستور جديد للبلاد ، ونهضة الوطن وحل مشاكله ، أما من يؤيدون (لا) فيرون أنها تؤدى إلى تكوين مجلس رئاسى مدنى به شخصية عسكرية تدير شئون البلاد وتدعو لوضع دستور جديد ، ويقولون أنها تؤدى إلى إجراء 5 إنتخابات متتالية وهذا إرهاق وإنفاق أموال طائلة من ميزانية الدولة ، كما يرون أنها تعطى فرصة للأحزاب الجديدة والقديمة إلى النزول للشارع والعمل معه وتحقيق أرضية وجماهيرية قبل موعد الإنتخابات حتى لا يكون المجلس إخوانى وطنى وترجع ريما لعادتها القديمة ، ولكن كلاهما متفق على احترام رأى الشعب أيا كان رأية فى الإستفتاء على هذه التعديلات الهامة ، وأتمنى أن تظل القوى الوطنية فى تلاحم أيا كانت اختلافاتها فى هذا الشأن ، لأن الاتحاد هو من ينقذ البلد فى النهاية ، فإتحاد بدون دستور أفضل من دستور بلا اتحاد وتوافق وطنى عام ، لأن مشاكل الوطن أقوى من أن يستطيع فصيل بعينه أن يقوم بحلها .
وفى نهايى كلامى أتمنى أن أرى مصر التى أحلم بها
الأحد، ٦ مارس ٢٠١١
الثلاثاء، ١ مارس ٢٠١١
تعديلات ولا ترقيع ؟؟
نقاشات تدور الآن حول التعديلات الدستورية التى سيجرى الاستفتاء عليها يوم 19 مارس الجارى ، وأقدر أقول إنها نقاشات مهمة وجديرة بالمتابعة الدقيقة ، ليس لنصوص التعديلات ولكن لما ترسمه من مستقبل انتقالى محدد ، فمع تكوين اللجنة القائمة على التعديلات رأينا من يقول أنه تضم عضوا ينتمى لفصيل معين (الاستاذ صبحى صالح - اخوان) و( الدكتور عاطف البنا - الوفد ) مروراً بما افرزته هذه التعديلات وما تم مناقشته ، ثم نسمع من يقول إن فترة المناقشة غير كافية أخر يقول ان التعديلات غير دستورية نظرا لتعطيل العمل بدستور 1971 ولا توجد مادة تنص فيه على أن المجلس الاعلى يتولى شئون البلاد ، وثالث يقول أنها تحتوى على مواد تتضمن شروطا من شأنها إعاقة شخصيات بعينها من الترشح للرئاسة القادمة ، وبعد أن وجدنا أنفسنا أمام موعد محدد للإستفتاء ، بدأنا نتحدث فى آلية اجراء الاستفتاء ، وهل سيكون هناك خانة لإبداء الملاحظات ؟، وهل سيتم شرح المواد بورقة التصويت ، وهل عدد القضاة يكفى للاشراف على هذه الاستفتاءات؟؟ ، كل هذه الأمور التى جعلت المواطن المصرى البسيط يسأل نفسه سؤالا واحدا : يعنى هنروح الاستفتاء ولا ايه؟؟
وهنا أحب أقول إن لا يوجد ترقيع فى دستور المفروض إنه معطل ، كمان التعديلات دى المفروض نخليها اعلان دستورى مؤقت مع تعديل بعض بنوده التى تتعلق بشروط الترشيح للرئاسة ، ونسيب الباقى بقى للدستور الجديد. أما عن حوارات الثورة المضادة فبصراحة أنا متفق مع ده مش خوفا من فلول الحزب اللاوطنى لكن حذراً على هذه الثورة المجيدة من الاخماد ومحاولة السيطرة.
بس اللى أقدر أقوله بصفة شخصية أننى لن أسمح أن أعود لوضع ما قبل الثورة مهما كان الثمن
الاثنين، ٢٨ فبراير ٢٠١١
ليالى بكائية
أيام الثورة حدث وأن نزلت دموعى أكثر من مرة لكنها كانت دموع مريحة ، وكنت دائما اشعر معها براحة نفسية غير عادية ليس لأنى دمعتى قريبة ولكن رد فعل طبيعى لما كان يحدث أمامى وما أشاهده وما أشعر به ولعلى أذكر بعض هذه المواقف المبكية :
* إحدى هذه المواقف كانت فى ليلة من ليالى التحرير وكنت بتكلم مع رفيقا دربى (عبد الرحمن حمدى ومحمد سالم) عن الإصرار اللى شايفينه فى عيون الناس واحنا بنلف فى الميدان بالليل على عدم ترك الميدان إلا بعد إزالة هذا النظام ووقتها مشى (عبد الرحمن) عشان يجيب لنا أكل ، وبدأت أتكلم مع رجل كبير فى السن وسألته عن سبب حضوره فى الميدان فرد عليا أنه صمم يشاركنا اللحظة دى عشان يزود عددنا ويعتذر لمصر كلها عن أن هو وجيله مقدروش يوفروا لنا حياة محترمة ، ساعتها دموعى نزلت على وجهى من هذا الإحساس الأبوى المسئول الفريد.
* مرة تانية لما أجازتى خلصت ورجعت الجيش وبدأت أتابع فى التليفزيون اللى بيحصل ولما جاءت اللحظة اللى الشعب مستنيها وانتهى خطاب التنحى لقيت نفسى بسجد فى المكتب ودموعى على الأرض من شدة الفرح إن ربنا أراد إن دماء الشهداء لا تضيع هباءا ، وكل زملائى بدأوا يهنئونى طبعا عشان كنت أكتر واحد متابع ومهتم فيهم ، ده غير إنى كنت أحب أكون فى الميدان فى اللحظة دى .
* ومرة لما كنت بشوف الشباب وهما بينضفوا البلد وبدأوا يبنوا البلد ويزيلوا أى أثر للنظام القديم ، بكيت لأنى وقتها تمنيت بكل صدق إنى أكون مشارك معاهم فى البناء والتطهير .
* ومرة كمان لما اتفرجت وسمعت قصيدة هشام الجخ ( مشهد رأسى من ميدان التحرير ) ليلتها منمتش وطول الليل بدندن بالكلمات الأخير فى القصيدة ( وابن بطنك من أراد ومن أقال ومن أقر ومن نهى ).
حريتنا نادت ...لما الضلمة زادت
بعزيمة وهمة قوية ...نبدأ عهد الحرية
دى النهضة عادت
الثلاثاء، ١٥ فبراير ٢٠١١
الخميس، ٣ فبراير ٢٠١١
كارت أحمر للريس
لا يخفى على أحد منا ما يقوم به الحزب الوطنى ورئيسه من إساءة للثورة المصرية المبهرة من إسالة للدماء وانعدام للأمن وإشعال للفتنة ، كلمات يظنها البعض أنها مبالغ فيها وأن الموضع ليس بهذا التنظيم وإنما هى حالات عفوية لعدم السيطرة ، ولكن هنا لابد وأن نتكلم عن حقائق لن ينساها التاريخ فضلا عن القضاء المصرى النزيه الذى لابد وأن يأتى اليوم الذى تعرض عليه هذه القضايا والمتسببين فيها وبصفة خاصة القتل العمد للمتظاهرين حيث استخدام الرصاص الحى والمطاطى والقنابل الغازية ، أما عن الإساءة الإعلامية فحدث ولا حرج من اتهام جهات داخلية وخارجية بتنظيم انقلاب على الشرعية لتحقيق أجندات خاصة بهم ، فضلا عن وجبات كنتاكى التى يزعم التليفزيون الحكومى أنها توزع على المتظاهرين ممن لهم مصالح من هذه الثورة – طبعا هذه كانت أكبر دعاية لكنتاكى لم تكن تحلم بها – المهم أن ميدان التحرير والميادين الأخرى بباقى محافظات الجمهورية كان يحتشد بها الملايين التى تطالب برحيل هذا النظام السافل والمنحط والحقير من أجل حياة حرة كريمة ، ولعل هذا ما كان يؤثر فى نفوس الشباب الثائر وكان يحز فى نفسى هذه الأكاذيب والتضليلات التى كان ينشرها التليفزيون الحكومى فى عقول الآباء والأمهات الغلابة بالبيوت ولعلى كتبت هذه التدوينة تحت هذا العنوان بالتحديد لما لاقيته من مشاكل عائلية بسبب أننى كنت ممن يشاركون ثورة ميدان المحافظة بالمنصورة ثم ميدان التحرير بالقاهرة وفى كل مرة كانت أمى تواجهنى بأننى أريد تخريب مصر وأقبض مقابل ذلك 100 جنيه يوميا ووجبات كنتاكى - طبيعى من أباء تعليمهم متوسط ويتابعون التليفزيون الحكومى فى هذا الوقت - وكنت أصرخ فيهم وفى كافة سيدات وبعض رجال المنطقة ، فضلا عن بعض أصدقائى الذين كنت ومازلت وسأظل أعتز بهم لكن الموقف اختلف مع أصدقائى حيث كانت تهمهم من منطلق إننا نصبر على الرئيس حتى تنتهى فترة ولايته – متأثرين بخطاباته العاطفية – ولكنى وجهت لكل هؤلاء كلمة واحدة أن الأيام بيننا وسنخلع هذا الطاغية وسنضحى فى سبيل ذلك بكل ما نملك وسيأتى اليوم الذى تعلمون أنكم كنتم تظلموننى وتظلمون الثورة الطاهرة ، وأنى لست ممن يراد التخريب ولا من يذهب ليحصل على وجبات كنتاكى ، بعد كل هذه الإهانات التى لا تُذكر بجوار تضحية آخرين بدمائهم وأرواحهم وجدت نفسى أكتب هذه التدوينة وبكل غيظ وحرقة دم اخترت هذا العنوان(كارت أحمر للريس) وكلى يقين أنه سيتحقق ، مصر استيقظت وقررت ألا تعود للوراء بعد اليوم ...ولن نترك التحرير إلا بعد الرحيل .
ونتقابل فى تدوينات من قلب التحرير،،،،،،
الأربعاء، ٢٦ يناير ٢٠١١
آخر كلمة فى مصر
استيقظت يوم 25 يناير فوجدت شمسا مشرقة اشراقا غريبا ، فدققت النظر فوجدت أنها شمسا جديدة أشرقت بعد أيام من الغيوم التى غطت سماء المحروسة ثم المطر الكثيف الذى يبشر بخير قادم ، وبعد قائق علمت بل وشاهدت هذا الخيرالذى تحقق على أيدى شباب مصر الذين تجمعوا تحت راية واحدة وهى مستقبل مصر ، فى هذه اللحظة شعرت بنداء داخلى يدفعنى للكتابة والتعليق بل والمشاركة إن استطعت ، وبعد هذه اللحظات من السعادة حزنت بل وبكيت عندما تذكرت أنى لم أكن بين هؤلاء بجسدى ، أحميهم ويحموننى لنحمى جميعا مصرنا الغالية ، هذه الإنتفاضة التى حذر منها عقلاء هذا البلد لأنها اذا اشتعلت لن تنطفىء حتى يتحقق التغيير الجذرى وليس الجزئى ، فلا أمل فى إصلاح المفسد ، ولكن الأمل الوحيد هو تغيير الهيكل الحالى بكل قياداته بل ومحاكمتهم على ما اقترفوه فى حقنا من جرائم ضد الإنسانية ، وحتى الآن الإنتفاضة ناجحة بالرغم من وجود تضحيات وهذا شىء طبيعى فى مثل هذه الأحوال ولكن هناك مسئول عن هذه المجزرة وهو هذا النظام المستبد الذى لا يراعى حرمة ولا قانونا ولا دستورا ولا أعرافا ، وفى ظل هذه الحماسة الرشيدة أحب أن أوضح بعض النقاط التى أراها هامة فى هذا الوقت وهى :
- أن شعب مصر شعب يعرف حقوقه ويعرف كيف ينتزعها من أفواه مغتصبيها مهما كلفه ذلك من تضحيات .
- أن الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم التخريب هو من شروط الانتفاضة الناجحة لأنها ملك للشعب وليس النظام .
- أتقدم للشرطة برجاء على أن يحترموا إرادة إخوانهم وأخواتهم وآبائهم وأمهاتهم ولا يتعرضون لهم بسوء بل يحمونهم ممن يريد أن يهدر حقوقهم .
- أن نستمر فى طريقنا التى بدأنا فيها لأن الانسحاب سيكلفنا الكثير .
- أن نظل جسدا واحدا وصوتا واحدا خصوصا وأن هناك مدسوسين سيحاولون أن يوقعوا بيننا لتفشل ثورتنا .
- أن نستمر فى هذا الأسلوب الحضارى المتميز الذى أبهر العالم وأجبره على تأييد مطالبنا ووقف معنا ووفر لنا الغطاء السياسى والدولى وأحرج عصابة النظام .
- أنه على رجال الجيش ألا ينساقوا وراء أية أوامر تضر بالشعب وحلمه الذى أصبح يتحقق أمام عينيه .
وفى نهاية كلمتى أود أن أتقدم بخالص العزاء والأسى لكل الشهداء ضحايا هذا النظام الغبى المستبد من شباب وشيوخ ونساء وأفراد الشرطة .
الخميس، ٢٠ يناير ٢٠١١
نظرات فى الثورة التونسية
كنت أتابع الثورة التونسية من بعيد نظرا لظروفى الخاصة التى لا تسمح بالمتابعة عن قرب ، فوجدت أنها انتفاضة شعبية من الطراز الأول ، لم يقوم بتحريكها أحزاب ولا جماعات ، لم يتم التنظيم المسبق لها ، لكنها اللحظة التى يخشاها اى نظام سياسى عاقل ، لحظة انفجار شعبه اعتراضا على الأوضاع التى وصلوا إليها فى عهده ، هنا لابد وأن نقف لنتأمل ما يحدث ؟ ونحاول أن نفهم لماذا تونس وليست مصر؟ هل الأوضاع فى مصر أفضل ؟ هل لسنا مؤهلين كشعب لنأخد القرار الصعب ؟ أهو الخوف الذى أذاقنا المرارة على مدار 30 عاما ؟؟ أعلنتها تونس للجميع نريد تغييرا حقيقيا للأوضاع الراهنة فتمت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد على الإطلاق ، ولعل الملفت للنظر فى هذه الثورة هو الفارق بين تعامل الشرطة مع المتظاهرين وتعامل الجيش ، أيضا هروب الرئيس التونسى بن على وعائلته قبيل الانتفاضة..وهناك دروس مستفادة من هذه الانتفاضة ومنها :
1- أن الانتفاضة قام بها أغلب الشباب وبتحضر كامل وهذا ما يعنى أنهم يريدون تغييرا فقط للنظام القائم .
2- أن الجيش لابد وأن يكون بعيد عن اللعبة السياسية ولا ينزل الشارع مهما كانت الأسباب .
3- استجابة كافة الوزارات والمؤسسات لمطالب الشعب .
4- عدم وجود أى نوع من أنواع التخريب والعبث بالممتلكات العامة .
5- لابد وأن تفهم النظم العربية الأخرى الرسالة جيدا حتى لا تنال نفس الجزاء .
وفى النهاية أتمنى أن ينتفض باقى شعوب المنطقة على أنظمتهم المستبدة حتى ينالوا حقوقهم المهدرة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)